ببنطالها وقميصها الأسودين، اعتلت نانسي عجرم خشبة القبة الرياضية بالمنزة بالعاصمة التونسية وسط هتافات الشباب العاشق لصوتها الذين أمطروها ببعض الدببة الحمراء.
البرد القارس الذي يميز الطقس التونسي خلال هذه الفترة لم يثنِ الشباب التونسي المحتفل بيوم الحب أن ينتظر نانسي عجرم لساعات قبل أن تطل بلباسها الأسود فتنطفئ الأضواء لتشتعل أضواء الهواتف الجوالة وتنطلق نانسي في تقديم أغانيها التي يحفظها الجمهور الحاضر في الحفلة ولتكتفي بترديد عبارتي "يا سلام عليكم يا توانسة"، و"أنا سعيدة ومشتاقة إليكم برشة برشة"، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الجمعة الـ19 من فبراير/شباط الجاري.
نانسي قدمت مجموعة من الأغاني الخليجية على غرار "مشتاقة ليك" و"لون عيونك" و"يا سلام" و"ماشي دي"، وغنت نانسي لمدة ساعة وربع الساعة ورددت مجموعة أخرى من الأغاني المعروفة؛ مثل "شخبط شخابيط" و"بتفكر في إيه"، وتميزت الحفلة بإيقاعات شبابية راقصة ألهبت أكف الجماهير الحاضرة.
ولم تسلم نانسي من حب الأطفال الحاضرين الذين قبّلوها بعنف كما أمطرها جانب من الجمهور ببعض الدببة الحمراء عربون حب في يوم الحب.
نانسي غنت لجماهير تحبها طوال سنوات وتواصل متابعتها كظاهرة اجتماعية وثقافية قد لا تتكرر، سعر التذكرة الواحدة كان 20 دينارا تونسيا (نحو 15 دولارا أمريكيا) أو 30 دينارا (23 دولارا)، وهي أسعار مرتفعة بالمقارنة مع معدل الدخل الشهري للتونسيين.
نانسي عجرم رفضت التصريحات الصحفية وراوغت الجمهور بعدم أدائها أغنية "مستنياك" للمطربة المغربية عزيزة جلال، ولكنها حصلت على عشرين ألف دولار لقاء إحياء الحفلة التي دأبت جمعية "فرحة شباب تونس" على إحيائها منذ خمس سنوات بمناسبة يوم الحب.
حفل نانسي ميزته الموسيقى الرومانسية الخفيفة القادرة على جلب الجماهير الشبابية وابتعدت عن الأغاني التي تتطلب مجهودا صوتيا إضافيا، وهو ما جعل بعض الحاضرين يفسرون ذلك بأن محدودية صوت عجرم هو الذي يدفعها إلى الاعتماد بشكل كبير على الموسيقى الصاخبة.
نانسي أقامت حفلا ثانيا خلال الليلة نفسها في أحد فنادق العاصمة وذلك مقابل 200 دينار تونسي (قرابة 153 دولارا أمريكيا) للكرسي الواحد.