'ندائي إلى زياد الرحباني: أتمنى أن أغني من ألحانك' وروتانا بيتي لكنها دمّرت نفسها بسياستها قبل أن تدمّر الفنانين!جلسنا لنبدأ الحوار وكانت سعيدة وعلامات الفرح مرسومة على وجهها من خلال ابتساماتها. غالباً ما تكون هكذا، لكن رغم ذلك وجدت في ذلك اليوم نجوى كرم مختلفة، «نجوى» لم تعد تريد أن تساير ولا أن تُجامل، بل «نجوى» جديدة تسمّي الأشياء بأسمائها بعيداً عن سياسة «كلنا منحب بعضنا على الهوا». وهذا لا يعني أنها لم تكن صادقة، لكنها تبدو اليوم أكثر اقتناعا بأن العناوين العريضة لا بدّ أن توضّح ولو كان ذلك لمرة أولى وربما أخيرة... حوار سيفتح جدلاً واسعاً وقد يردّ عليه كثيرون، بدءاً من موظفي شركة روتانا إلى محمد عبده وإليسا وغيرهم... تلك كانت أجواء الحوار الذي أجريناه مع نجوى كرم، وإليكم أبرز ما ورد فيه.
- أصدرتِ أخيراً أغنية «لشحد حبّك» التي تلاقي رواجاً كبيراً جداً. هل كانت الأغنية مقررة لألبومك الذي لم يصدر؟
بالفعل كانت إحدى أغنيات الألبوم. أما كيف اخترت الأغنية فهي قصة بحدّ ذاتها. ما حصل أني اجتمعت مع الملحن جورج مرديروسيان بعد فترة طويلة لم نكن قد تعاونّا خلالها (بسبب ركود فني كان بيننا). أسمَعني أغنية جميلة واخترتها، ومعروف عن جورج مرديروسيان أنه يضع اللحن أولاً ومن ثم ينسّق عليه الكلام، لأن له جواً مختلفاً عن بقية الملحنين، وهذه طريقته. طلبت منه أن يُسمعني أغنيات أخرى إضافة إلى التي اخترتها، فحضر في اليوم التالي ومعه «سي دي» مسجلة عليه 5 أغنيات. أسمَعني 4 منها، فسألته عن الخامسة، فقال إني لن أحبّها... فقلت له إني لا أريد الأربع وأصرّيت على سماع الخامسة لأني شعرت بأنها ستكون من نصيبي. وبالفعل كانت أغنية «لشحد حبك» التي كانت لا تزال لحناً دون كلام.
- رغم النجاح الكبير الذي تحققه أغنية «لشحد حبّك»، لامك البعض على اعتبار أنه لا يجوز أن نشحذ الحب؟
بالتأكيد لا يجوز إن كنا نفعل ذلك ونطلبه من الشخص ذاته، لكني أشحذ الحب من الله لأنه هو الذي خلقنا وخلق الحب، خصوصاً أني أقول في الموال «يا عين الحب لا تخافي، اعلني حبِّك لا تخافي ربك حلّله». عندما نطلب من الله ونقول «يا رب افتحها في وجهي» ألا نكون نشحذ المال؟ وعندما تقول مثلاً سيدة تحلم بالإنجاب «يا رب شحّدني ولد»، ألا تكون تشحذ أمومتها؟... هذا ليس عيباً كما أنه ليس عيباً أن نشحذ الحب. فليكابر المنتقدون ولا يشحذوا، بينما أنا أريد أن أشحذ الحب «ما عندي مشكلة».
- أيضاً انتقد البعض طريقة توزيع الأغنية لأنها تتضمّن أكثر من أسلوب موسيقي. ألا يُفترض أن تكون للأغنية هوية واضحة في التوزيع؟ وهل تعمّدت هذا المزج الحاصل فيها؟
طبعاً هو أمر مقصود، وبالمناسبة التوزيع الموسيقي هو لطوني عنقا. هناك روح اللحن بداية والتي نسمّيها «كتاكفتي» (أي النوَري) ثم النمط الاسباني مع جملة «أنا بتنفّس غرام»، أي جمعنا الأسلوبين في شكل فيه الكثير من التناغم. ولكن ليسمح لي هؤلاء الأميّون الذين اعتبروا هذا المزج نقطة ضعف. فعلاّ هذا القول ينمّ عن جهل وعدم دراية واطلاع. إن استمعنا اليوم إلى أغنيات شاكيرا وبيونسي وغالبية نجمات «سوني» (التي أحب كثيراً طريقة اختيارها لنجومها)، يمكن أن نلحظ بوضوح اللمسات الشرقية في أعمالهما وخصوصاً شاكيرا التي تميّزت في المزج بين الشرقي واللاتيني والغربي... هل هذا ضعف أيضاً؟ شاكيرا مزجت مثلاً الإيقاعات والمزامير الشرقية مع موسيقاها! لهذا أقول للمنتقدين: «بعتذر».
- هل أنت على اطلاع على الموسيقى والأغنيات الغربية؟
أنا مطلعة عموماً على النجمات العالميات اللواتي يحققن مراتب مميزة، خصوصاً أني أدرك أن لا أحد يصل إلى القمة في شكل عبثي. أتطلّع إليهنّ وأرى لماذا هنّ ناجحات وكيف نجحن، وكيف يقعن أحياناً... ومنهن مثلاً ويتني هيوستن التي أعتبرها أهم نجمة في الغرب، وحزنت كثيراً بسبب ما حصل معها في الفترة الأخيرة، لأنه ما كان ينقصها شيء باستثناء الـ «كونترول الشخصي» على نفسها.
- أنت شخصياً لماذا نجحت ولماذا أنتِ مستمرة؟
لأني أتعلّم من أخطائي ومن أخطاء سواي.
- ما هو أبرز ما يميزك؟
المرآة التي أواجه فيها عيوبي وإيجابياتي. مرآتي لا تراوغ ولا تكذب عليّ لأني أنظر إليها بواقعية. أُغربل أموري لأعرف العناصر الجيدة فأطوّرها، والعناصر السلبية كي أبتعد عنها وأمسحها. وعندما أصلّي أطلب من الله أن يمسح هذه العيوب.
- ما هو أجمل ما ترينه في مرآتك؟
عندما أُبادر إلى محبة الأشخاص الذين لا أحبّهم.
- والأسوا؟
أني لا أستطيع تقبّل الكذب. تمكّنت من استيعاب كلّ الأمور وكلّ الصفات السيئة التي قد تكون لدى الناس، لأنه يجب أن نقبل الآخرين كما هم وليس كما نريد نحن أن يكونوا. لا يستطيع أي انسان أن يرسم خريطة الكون ويقول للناس: «هكذا يجب أن تكونوا وهذا ما يجب أن تفعلوه». ولهذا أتمكّن من استيعاب كلّ شيء، إلاّ الكذب الذي أشعر بأني عاجزة تماماً عن قبوله. إن كذب عليّ شخص ما، لا يمكن إلا أن أقطع عليه الطريق، والأسوأ أني أُشعره بذلك، أي يدرك أني أعرف أنه يكذب. فأنا لا أحب أن أخدع أحداً، ولا أن أجعل هذا الشخص يعيش في جوّ أنه «مرّر عليّ كذبة».