هي مطربة تغني في منطقة خاصة جدا بها، تقدم لونها الغنائي دون أن تلتفت لما تعرضه باقي القنوات الغنائية، وما شجعها علي ذلك هو امتلاكها صوتًا جبليًا قويًا يستطيع أداء المقامات الموسيقية كافة.. نجوي كرم صدر لها مؤخرا ألبوم بعنوان «خليني شوفك»، وهو الألبوم الذي اعتبره البعض علامة مهمة في تاريخها الغنائي فيما اعتبره البعض الآخر بمثابة الصدمة نظرا لاحتوائه علي أغنيات من قبيل «ولعها» و«حرامي» و«خليني أشوفك بالليل» التي صنفها البعض علي أنها دعوة صريحة وغير أخلاقية خاصة بعد تصوير الكليب.
> البعض اعتبر أغنية «خليني شوفك بالليل» أغنية تحمل إيحاءات غير أخلاقية؟
- «خليني شوفك» تعبير شائع في لبنان، وكلمة الليل تدل علي ستر العيوب كما تدل علي الرومانسية، فهي دعوة خجولة للحب، وكل الناس تعرف أن من يريد اقتراف «العيب» يستطيع ذلك في وضح النهار، وليس شرطا أن ينتظر قدوم الليل، كما أنني لا أريد أن أكون أقل وعيا، ومعاصرة من عمالقة سبقوني مثل السيدة فيروز التي غنت من قبل «أمي نامت ع بكير وسكر بيه البوابة وأنا هربت من الشباك وجيت لعيد العزابي»، وكذلك أغنية تقول فيها «لما عالباب منتودع بيكون الضو بعدو شي عم يطلع»، فلماذا لا يعتبرون مثلا هذا عيبا، كذلك السيدة أم كلثوم غنت من قبل «اسقني واشرب»، وأنا بشكل خاص أشكر الله علي النعمة التي منحني إياها في رؤية الأمور عن بعد، والتي وإن لم تمكنني من تقديم الصح، فهي علي الأقل تمكنني من تجنب الخطأ أو العيب الذي مستحيل أن يراه مني الناس، ليس فقط بالكلام بل باللحن والتوزيع والأداء أيضا.
> الألبوم احتوي كذلك علي أغنيتين وصفهما البعض بالغرابة هما «الحرامي» و«ولعها»؟
- هذا اللون ليس غريبا عليّ علي الإطلاق، فهما في إيقاعهما يشبهان إلي حد كبير أغنيتي «عاشقة» و«شو ها الحلا»، وأنا أقدم هذا اللون لأكون أقرب إلي جيل الشباب الذي يهتم بهذا اللون من الغناء، وأنا أريد أن أخاطبهم بلغتهم.
> هل تتخذين موقفا من اللهجة المصرية خصوصا أنك لم تبادري حتي الآن بتقديم أغنية باللهجة المصرية؟
- الموضوع ليس إصرارا أو تعصبا ضد اللهجة المصرية، لكن أنا معك أن هذا ما يتصوره البعض للأسف، لكن كل ما في الأمر أنني لا أتقن اللهجة المصرية، وأشعر بأنني إذا أقدمت علي خطوة الغناء باللهجة المصرية سوف أفشل، كما أنني لن أسعي يوما إلي تقديم أغنية باللهجة المصرية لمجرد إرضاء أو إسكات البعض، فأنا أريد تقديم أغنية مصرية مهمة، فأنا مرحبة بالفكرة ويشرفني أن أتغني باللهجة المصرية، وسيكون ذلك فخرا لي في أرشيفي الفني.
> لكن ابتعادك عن الغناء باللهجة المصرية قد يفقدك جانبا كبيرا من جمهورك في مصر؟
- لا أعتقد هذا، لأن الجمهور المصري جمهور واع، كما أنه يحب اللهجة اللبنانية وهو جمهور غير متعصب للهجته، كما أنني يصلني رسائل إعجاب كثيرة من جمهوري بمصر يطالبني فيها بالغناء باللهجة اللبنانية لأنه يحبني في هذا اللون.
> ما الذي شجعك علي خوض تجربة الكتابة في أغنية «الأم» خصوصا أن هذه سابقة لا تحدث كثيرا بين مطربات العالم العربي؟
- لا أريد أن أصنف نفسي كشاعرة، لكن عندما تهزني بعض المشاهد الإجتماعية تجبرني علي ترجمة ما أشعر به، وهذا تماما ما حدث في أغنية الأم التي صدرت في عيد الأم الماضي، وهذا لا يعني أنني سوف أقتحم مجال الكتابة في ألبوماتي، فأنا أجد نفسي أكثر في كتابة الخواطر التي احتفظ بها لنفسي، وأنا أري أن تجربة كل من ماجدة الرومي وبشري في هذا المجال تجربة رائعة، فمجتمعنا العربي يندر فيه وجود مواهب نسائية علي صعيد الشعر والتلحين والتوزيع.
> هل تتابعين ما يعرض علي القنوات الفضائية الغنائية العربية؟
- أنا أرفض كل ما يقدم في وسائل الإعلام عموما من إسفاف وعدائية، ومن خلال منبركم أحب أن أحيي مؤسستكم المحترمة وأنقل لها كل الود والاحترام من وطني لبنان، لأنكم أصحاب قلم حر ونظيف.
> ألا يزعجك عدم حصولك علي جائزة الميوزك أوورد حتي الآن في الوقت الذي حصلت عليها مطربات لم يمر علي وجودهن علي الساحة سوي سنوات قليلة جدا؟
- هذا الأمر لا يزعجني إطلاقا، لأنه لا يسعدني ولا يشرفني أن أتلقي جائزة قيل عنها إنها مشتراة، فالأفضل عندي هوا استمرار اسمي ولوني الغنائي الذي اعتمدته منذ البداية وترديد الجماهير العربية لأغنياتي في كل أنحاء الوطن العربي.
> هل يزعجك أن يقال إن نجوي كرم مطربة حفلات أكثر منها مطربة ألبومات؟
- أود أن أقول هنا إن المطرب لا يمكن أن يكون فنانا حقيقيا إلا من خلال تحقيقه مبيعات عالية من خلال الألبومات، وكذلك من خلال نجاح حفلاته، والحمد لله يسعدني تحقيق الاثنين علي حد سواء، كما أن شركة الإنتاج هي التي تملك من المعلومات ما يؤهلها للحديث بصراحة عن مبيعات الألبوم، لكن أنا بشكل خاص وبمنتهي الصراحة أحب أكثر نجوي كرم كمطربة مسرح لأنني أشعر معها بالكلاسيكية أكثر.
صحيفة الدستور الاردنية
